كتبت صحيفة "هآرتس" انه خلال أقل من 12 ساعة، وقعت عمليتا دهس، امس، الأولى في ساعات الظهر بالقرب من محطة القطار الخفيف في شارع شمعون هتصديق في القدس، والتي نفذها ابراهيم العقاري (38 عاما) من القدس الشرقية. والثانية وقعت قرابة الساعة العاشرة ليلا، ضد مجموعة من الجنود على شارع 60، في "غوش عتسيون" بالقرب من مخيم العروب.
واسفر الحادث في القدس، عن مقتل ضابط حرس الحدود جدعان اسعد (38 عاما) من بيت جن، واصابة 13 شخصا آخرين، بينهم عدد من جنود حرس الحدود. واصيب ثلاثة أشخاص بجراح بالغة، واربعة بجراح متوسطة. وفي حادث الدهس بالقرب من مخيم العروب، اصيب ثلاثة جنود، جاءت اصابة احدهم بالغة.
وقال شهود عيان في القدس، ان شاحنة تجارية سافرت على خطوط القطار الخفيف، ودهست الناس الذين توقفوا على محطة لنقل الركاب، وواصلت السفر حتى اصطدمت بعدة سيارات أخرى، وبعد ذلك خرج السائق من السيارة وهو يحمل قضيب حديد وحاول مهاجمة المارة، حتى تم قتله من قبل جنود حرس الحدود.
وقال ضابط حرس الحدود الذي قتله "انه خرج من السيارة حاملا قضيب حديد واخذ يضرب به السيارات والمواطنين، وعندما شاهدنا ركض نحونا، فاطلقنا النار عليه كي نعرقله. لا شك لدي ان كل جندي كان سيفعل الأمر نفسه. هكذا نحن نعلم جنودنا وهكذا تصرفنا".
ويستدل من شريط التصوير الذي التقطته كاميرات الحراسة في المكان ان جنود حرس الحدود واصلوا اطلاق النار على العقاري حتى بعد سقوطه على الأرض، ما اشتبه بأنه عملية اعدام، تماما كما حدث في قضية الشاب الذي نفذ عملية الدهس في "غبعات هتحموشت" قبل اسبوعين.
وعلى أثر الحادث، قرر قائد شرطة لواء القدس موشيه ادري، اقامة حواجز من الباطون المسلح حول محطات نقل الركاب، بالتنسيق مع بلدية القدس وشركة "سيتي باس" المسؤولة عن تفعيل القطار الخفيف، بهدف منع دخول السيارات الى منطقة المحطات واصابة الركاب.
يشار الى ان العقاري من سكان مخيم شعفاط، وهو متزوج واب لخمسة اولاد. وقال جهاز الشاباك ان العقاري يعتبر ناشطا هامشيا في حركة حماس، وهو شقيق الأسير السابق موسى العقاري، الذي تم طرده الى تركيا في اطار صفقة شليط. وتم الليلة الماضية دفن العقاري في جنازة سمح بمشاركة 35 شخصا فيها فقط، بموجب تسوية تم التوصل اليها في المحكمة.
وقال ابناء عائلة العقاري انه قبل فترة وجيزة من مغادرته للبيت شاهد على شاشة التلفزيون ما يحدث في الأقصى. وحسب ما قاله مسؤول فلسطيني زار العائلة، فان العقاري ابلغ زوجته بأنه سيخرج لنصف ساعة.
ونشر موقع "واللا" ان زوجة العقاري، ابلغت تلفزيون القدس، ان ابراهيم قرر تنفيذ العملية جراء الأحداث الأخيرة في القدس. وقالت انه " تابع منذ الصباح ما يحدث في المسجد الأقصى، وعندما شاهد الدم والجرحى والتدنيس، سارع الى الخروج وتحويل نفسه الى احد الشهداء والأبطال".
وقال ابناء عائلته انه كان شخصا شديد الايمان. وحسب بعض جيرانه فقد كان مقربا من حزب التحرير، الذي تتعزز قوته في القدس في الأيام الأخيرة. وقال شقيقه منصور، ان اخيه استشهد من اجل حماية المسجد الأقصى.