وفا- أكد المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، على أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى أبدا عن حقوقه غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حقه في الحرية والاستقلال والسيادة، وأنه لن يتخلى أبدا عن العدالة وعن هدف السلام.
وشدد على مركزية دور الأمم المتحدة، في السعي لإيجاد حل سلمي والدفاع عن العدالة وحقوق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك اللاجئين الفلسطينيين الذين لا يزالون ينظرون إلى الأمم المتحدة، لوضع حد لمعاناتهم، وقيادة الطريق إلى سلام عادل ودائم وشامل.
جاء ذلك في كلمته خلال الجلسة المفتوحة حول الحالة في الشرق الأوسط بما في ذلك قضية فلسطين، عقدها مجلس الأمن يوم أمس.
وأعرب منصور عن تقدير دولة فلسطين للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على جهوده لتحقيق السلام، وقيادته لوفد الأمم المتحدة إلى مؤتمر القاهرة لإعادة إعمار قطاع غزة وزيارته الأخيرة لدولة فلسطين، بما في ذلك قطاع غزة، حيث شهد بنفسه الدمار الهائل جراء العدوان العسكري الإسرائيلي في شهري تموز وآب.
كما استعرض الانتهاكات التي ارتكبتها إسرائيل للقانون الدولي، والتي ترقى إلى مستوى جرائم الحرب في عدوانها الذي استمر أكثر من 50 يوماً على قطاع غزة، وخلّف مئات الشهداء والجرحى، والاستهداف المباشر للبنى التحتية والمدارس والمساجد.
وأكد على الحاجة الملحّة للتعجيل بإعادة الإعمار والرفع الكامل للحصار الإسرائيلي غير القانوني الذي يواصل خنق قطاع غزة، وعرقلة الجهود الرامية إلى تخفيف هذه الكارثة الإنسانية، مشددا على ضرورة العمل بحزم وبدعم من كافة الدول المعنية والصديقة لضمان إيجاد أفق سياسي أوسع، وتعبئة الإرادة الدولية للعمل السياسي للتوصل إلى حل عادل وسلمي لقضايا الصراع الجوهرية، وتحقيق التطلعات الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وحقوقه، بما في ذلك حقه في تقرير المصير والحرية.
وأضاف 'أن الوقت قد حان للاعتراف بأن إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال، ترفض السلام وتدمر عمداً حل الدولتين، وتقوض كل جهد لتحقيق ذلك'، مشددا على أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى أبدا عن حقوقه غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حقه في الحرية والاستقلال والسيادة، وأنه لن يتخلى أبدا عن العدالة وعن هدف السلام.
وأكد مجددا إلتزام الشعب الفلسطيني وحكومة التوافق الوطني الفلسطينية، تحت قيادة الرئيس محمود عباس، بالسلام والإستمرار في بذل كل الجهود، بالتعاون وبدعم من جميع الدول المعنية، لتحقيق الحل العادل والشامل والقابل للحياة في أقرب وقت ممكن، لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967 بشكل كامل، وإستقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل في سلام وأمن وضمن حدود معترف بها، وإيجاد حل عادل لمسألة اللاجئين الفلسطينيين وفقا لقرار الجمعية العامة 194 وفي هذا الصدد، أكد مجددا على أهمية مبادرة السلام العربية ودور الأشقاء العرب في دعم جهود السلام.
وجدّد السفير منصور مطالبة أعضاء مجلس الأمن والمجتمع الدولي بدعم مبادرة مشروع قرار لإعادة التأكيد على الثوابت الخاصة بحل الدولتين، وتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال العسكري الإسرائيلي، ودعم نهج إعادة التأكيد على الثوابت الأساسية، لإيجاد حل عادل، وتعزيز الجهود المبذولة لتحقيق السلام والأمن الدائم بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، وحث جميع الدول على الاضطلاع بمسؤولياتها كدول أعضاء في الأمم المتحدة وكأطراف متعاقدة سامية في اتفاقيات جنيڤ، بشكل جماعي وفردي لدعم هذه الجهود نحو جعل السلام حقيقة واقعة.
يشار إلى أنه بجانب دولة فلسطين تحدّث عدد كبير من ممثلي الدول، ومن بينها الدول الأعضاء في مجلس الأمن والسعودية (نيابة عن مجموعة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي) وإيران (نيابة عن الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز)، كما تحدث بان كي مون في بداية الجلسة حول زيارته الأخيرة لفلسطين، خاصة لقطاع غزة، حيث شاهد بنفسه الوضع المأساوي هناك، وحجم الدمار الهائل الذي أوقعه العدوان الإسرائيلي ضد شعبنا.