بريطانيا تفتح تحقيقا بريطاني بشأن مصرف "HSBC" المعروفة بـ"سويس ليكس" تكشف تورط عاهلي المغرب والاردن واسرائيليين

كشفت صحيفة لوموند الفرنسية خفايا السرية المصرفية " التهرب الضريبي واخفاء الاموال " في سويسرا بعد حصولها على معلومات سربها خبير معلوماتي سابق.

وسلمت الصحيفة الشبكة الدولية للصحافيين الاستقصائيين تقريرا وصلها عبر مخبر سري بكشف هذه المعلومات حول مصرف "اتش اس بي سي".

وتتضمن الخفايا لائحة لأكثر من مائة ألف من عملاء المصرف تشمل أسماء وازنة من بينها ملكي المغرب والأردن واسرائيليين ومواطنون من قطاع غزة والضفة الغربية .

وحسب الصحيفة أودع حولي 6500 إسرائيلي ما مجموعه نحو 10 مليارات دولار أمريكي في حسابات سرية في فرع بنك HSBC في جنيف خلال السنوات 1988 حتى 2007، وفقا لوثائق كشف عنها مواطنون إسرائيليون، وكذلك أشخاص ولدوا في "إسرائيل " أو أدرجوا عنوانا إسرائيليا، يمتلكون حسابات سويسرية سرية.

وشملت القائمة أيضا أسماء 55 مواطنا فلسطينيا من الضفة الغربية وقطاع غزة، أودعوا مبلغا اجماليا قيمته 148 مليون دولار في هذا الفرع.

الفضيحة التي كشفت عنها صحيفة "لوموند" الفرنسية وعدد من وسائل الإعلام الدولية وتعرف باسم "سويس ليكس" وتلقي الضوء على ممارسات التهرب الضريبي، تكشف تفاصيل الآلية التي اعتمدها مصرف "اتش اس بي سي" في سويسرا لمساعدة عدد من عملائه على إخفاء أموال غير مصرح بها.

وعلى مدى سنوات عديدة بقيت المعلومات التي نسخها ارفيه فالشياني، المهندس المعلوماتي الذي كان يعمل في الفرع السويسري للمصرف البريطاني، حكرا على القضاء وعلى بعض المصالح الضريبية ولو أن بعض العناصر تسربت إلى الصحافة.

وحصلت صحيفة لوموند على المعطيات المصرفية لأكثر من مئة ألف من عملاء المصرف ووضعت المعلومات في تصرف الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين في واشنطن، الذي تقاسمهم بدوره مع وسائل إعلام دولية أخرى.

وأوضحت الصحيفة أن عددا من الشخصيات الفرنسية والأجنبية استخدمت هذه الآلية للتهرب الضريبي.

ومن أبرز الأسماء التي وردت في مختلف وسائل الإعلام العاهل المغربي محمد السادس والعاهل الأردني عبدالله الثاني فضلا عن شخصيات من عالم الأزياء والاستعراض والرياضة.

كما نشرت صحيفة "لو تان" السويسرية أسماء شخصيات سياسية أو على علاقة بالأوساط السياسية مثل رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد والوزير المصري السابق للتجارة والصناعة رشيد محمد رشيد الذي حكم عليه في حزيران/يونيو 2011 بالسجن خمس سنوات بتهمة إهدار المال العام لاختلاسه أموالا مخصصة للتنمية في مصر.

وأثارت معلومات حول إقدام مصرف "اتش اس بس سي" العملاق ومقره لندن على مساعدة زبائن أثرياء على التهرب الضريبي معركة سياسية في بريطانيا، حيث تبادلت الأحزاب الرئيسية الاتهام بعدم التحرك لوقف ذلك.

كما هزت الفضيحة القصر الملكي في الرباط بعد ايام قليلة بعد التقارب الفرنسي المغربي بعد تورط الملك المغربي محمد السادس، بإخفاء مبلغ 7,9 مليون أورو في البنك السويسري في حساب فتحه مع سكرتيره الشخصي، منير الماجدي، يوم 11 أكتوبر 2006 ويمنع القانون المغربي على المغاربة المقيمين على أراضي المملكة امتلاك أرصدة في الخارج.

وفي سياق متصل ستقوم يومية "لوموند" بنشر تفاصيل أخرى عن الفضيحة التي أسمتى "سويس ليكس" والتي تنشرها بالاشتراك مع 60 وسيلة اعلامية عبر العالم في اطار ما يعرف بـ"مجمع صحافة التحري".

ومن شأن هذا التسريب أن يشكل فضيحة عالمية لأن أصحاب هذه الحسابات يعتبرون بمثابة متهربين من الضرائب.

ويعتبر هذا التسريب الثالث الذي يشهده العالم خلال الخمس سنوات الأخيرة، بداء من ويكليكس التي كشفت وثائق الدبلوماسية الأمريكية حول العالم ثم تسريبات سنودن حول كيفية مراقبة وكالة الأمن القومي الأمريكي للعالم وأخيرا فضيحة مالية ذات أبعاد أخلاقية.

شكرا لك ولمرورك