قال مدير الهلال الأحمر الفلسطيني في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق جمال حمّاد أن "المخيم يعيش واقعاً صحياً وطبياً وإنسانياً صعباً يفوق حد الوصف" حيث انتشرت أمراض الكلى نتيجة المياه الملوثة، والتهاب الأمعاء، ونقص حاد في البروتينات لدى فئة الأطفال والمسنين.
وأضاف"نحن ومنذ عامين نعالج برحمة الله تعالى، فمشافي المخيم تفتقر لغرف العمليات والأدوية ولا يوجد بها إلّا الحد الأدنى من المواد الطبية الأولية ".
وأوضح حمّاد أن المخيم ومنذ عام ونصف لا تتوفر به كهرباء، إضافة إلى انقطاع الماء عنه منذ ما يزيد عن 70 يومًا، لافتًا إلى أن عدد القاطنين في مخيم اليرموك حاليًا انخفض بعد فرض الحصار عليه من 65 ألف نسمة إلى 17 ألف نسمة.
وقال: "نتيجة الحصار المفروض على المخيم وانقطاع المياه والكهرباء، وانعدامه لأبسط مقومات الحياة، كل ذلك أدى إلى انتشار أمراض متعددة بين من تبقوا داخله كاليرقان والجفاف لدى الأطفال، والتيفوئيد والحمى المالطية، إضافة إلى الجرب والقمل خصوصًا في صفوف طلبة المدارس التي هي بعيدة كل البعد عن المعايير العامة للصفوف الدراسية".
وأضاف مدير الهلال الأحمر في المخيم: "هناك أيضًا ضعف حاد في العيون وتساقط للشعر خصوصًا لدى السيدات، إضافة إلى حالات إسقاط للحمل لدى الكثير من النسوة نتيجة الوهن والضعف الناجم عن عدم توفر الغذاء والخضراوات والمياه المعدنية والأدوية والبروتينات المتممة الأخرى".
وأكّد حمّاد أن "عدد الشهداء الفلسطينيين الذي ارتقوا داخل المخيم منذ بداية الأزمة السورية تجاوز الـ 2350 شهيدًا النسبة العظمى منهم من النساء والأطفال والمسنين"، واصفًا أطراف النزاع الداخلي السوري ومن بينهم فصائل فلسطينية لم يسمّها بـ"التجار"؛ "لأنهم يحققون فائدة من حصار المخيم وإبقائه على حاله، ويعملون على عرقلة كافة الحلول والجهود الرامية لتحييده وتجنيبه أتون الصراع الداخلي".
وفيما يتعلق بأوضاع المخيمات الفلسطينية الأخرى، بيّن أن أوضاعها الطبيّة والإنسانية لا تقل صعوبة عن مخيم اليرموك، لافتًا إلى أن كل من مخيمات السبينة، والحسينية، ودرعا، وحندرات باتت خالية تمامًا من التجمعات الفلسطينية التي هاجر جزء كبير منها إلى البلدان الأوروبية.
وعن دور وكالة الغوث "أونروا" ومنظمة التحرير الفلسطينية إزاء أزمة اليرموك، أكّد مدير الهلال الأحمر الفلسطيني في المخيم على أن جهودهم ضعيفة ولا ترتقي إلى حجم معاناة أهالي المخيم، مؤكدًا أن هناك بعض الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة الجهاد الإسلامي تعمل على تقديم المساعدات للمخيم من خلال الهيئات الإنسانية والخيرية، كهيئتي فلسطين الخيرية وإغاثة الشعب الفلسطيني، ومؤسسات: صامد، وبيسان، وسواعد وغيرهم.
وطالب حمّاد كافة المؤسسات الحقوقية والدولية والأطراف المعنية في سورية بتوفير ما وصفه الحد الأدنى من "كرامة الإنسان" داخل مخيم اليرموك، مؤكدًا على "تمسك الفلسطينيين في المخيم بالبقاء فيه وعدم مغادرته تحت أي سبب من الأسباب إلّا لوطنهم فلسطين".
كما جدد مطالبته للإعلام الفلسطيني الرسمي والخاص بالوقوف عند مسؤولياته الإعلامية تجاه ما يجري في المخيم من خلال تداول وطرح ما يعانيه اللاجئون الفلسطينيون خصوصًا في سورية ولبنان، وما يتعرضون له من هلاك وغرق في عرض البحر هربًا من الواقع المأسوي الذي يعيشونه عبر المنابر الإعلامية الفلسطينية كافّة.