حذرت الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم في مقالات تحليلية من ابعاد التدهور الأمني في القدس، والمتصاعد منذ اختطاف وقتل الفتى محمد ابو خضير، واجمعت على ان استمرار هذا التدهور، والذي يتوقع تعمقه في حال اقدام اسرائيل على المس بالوضع الراهن في البلدة القديمة، خاصة في محيط الحرم القدسي، من شأنه الوصول الى الضفة الغربية وجر انتفاضة ثالثة.
تأتي هذه التحذيرات على خلفية عملية الدهس التي وقعت في القدس الغربية، امس، والتي اسفرت عن مقتل طفلة اسرائيلية، ومن ثم قتل السائق الفلسطيني بنيران شرطي اسرائيلي. وسارعت إسرائيل، بمنظومتيها السياسية والامنية الى اعتبار حادث الدهس متعمدا وعلى خلفية قومية، هاجم رئيس الحكومة نتنياهو رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ملمحا الى ان هذا العمل هو نتاج شراكته مع حماس في الحكومة الفلسطينية.
واعلن وزير الامن الداخلي، يتسحاق اهرونوفيتش، عن تعزيز قوات الشرطة وحرس الحدود في القدس، ابتداء من صباح اليوم، كما نشر موقع "واللا" العبري. فيما ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان الحادث دفع الشاباك الى الصورة وسيبدأ منذ اليوم بتصعيد نشاطه في القدس الشرقية.
وحسب "يسرائيل هيوم" فقد أمر اهرونوفيتش، بتعزيز قوات الشرطة في القدس، في اعقاب ازدياد التوتر اثر عملية الدهس التي وقعت في "غبعات هتحموشت" امس. وقال اهرونوفيتش "اننا نتحدث عن عملية دهس قومية، وسيتواصل الفحص. نحن نعرف من نفذ العملية، والشاباك وشرطة القدس يواصلون الفحص". وقال الوزير انه يجب الاستعداد في كل القدس لأحداث وتظاهرات، وقد طلبت من رئيس الحكومة تعزيز قوة الشرطة بكتيبة اضافية، ستصل الى المدينة صباح غد (اليوم). يتحتم علينا تهدئة المدينة".
وقال الوزير انه لا يلاحظ بداية انتفاضة ولكنه يشاهد امورا ليست بسيطة ويتحتم وقفها، وهذا هو دور الشرطة.
اما "يديعوت احرونوت" فكتبت ان "موجة العنف التي تضرب القدس في السنوات الأخيرة، على خلفية قومية، والتي وصلت الى قمتها، امس، في العملية القاتلة في "غبعات هتحموشت" أدخلت الشاباك الى الصورة، وسيبدأ العمل في القدس الشرقية للكشف عن المشاغبين واعتقالهم". واضافت ان رئيس الحكومة صادق على ادخال الشاباك الى الصورة وزيادة قوات حرس الحدود في شرقي القدس. وقال القائد العام للشرطة، امس، ان "المهمة قومية والكل شركاء فيها".
وأضافت الصحيفة ان الشرطة قامت بتطيير بالون مراقبة قرب شعفاط وبيت حنينا، في سبيل اجتثاث ظاهرة رشق الحجارة والزجاجات الحارقة على القطار الخفيف. فهذا البالون سيبث صورا مباشرة الى الشرطة ويتيح لها تعقب ما يحدث في المنطقة، وهكذا ستتمكن الشرطة من ضبط المشاغبين متلبسين بالجرم.