غادر وفد من حركتي حماس والجهاد الإسلامي صباح اليوم الاثنين، قطاع غزة معبر عبر رفح البري، إلى العاصمة المصرية القاهرة، للمشاركة في استئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، من أجل تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار.
وضمّ وفد حركة حماس، أعضاء المكتب السياسي؛ محمود الزهار، خليل الحية، وموسى أبو مرزوق، فيما ضم وفد حركة الجهاد الإسلامي القيادييْن في الحركة؛ خالد البطش، ونافذ عزام.
وقال المتحدث الرسمي باسم حركة حماس سامي أبو زهري، إن المفاوضات هذا الأسبوع في القاهرة ستقتصر على لقاءات لوضع إطار زمني وجدول أعمال المفاوضات غير المباشرة، يقودها وفد فلسطيني مقلّص.
وأضاف أبو زهري، لوكالة الأناضول إن الاستئناف الرسمي للمفاوضات غير المباشرة برعاية مصرية سيتم بعد عيد الأضحى، والأعياد اليهودية (الغفران، والعُرْش) مطلع الشهر المقبل.
وشكّل الفلسطينيون وفدًا موحدًا في مفاوضات القاهرة غير المباشرة مع إسرائيل، وأسفرت المفاوضات في 26 أغسطس ، عن اتفاق أوقف حربا إسرائيلية دامت 51 يومًا، وتسببت بمقتل 2,157 فلسطينيًا، وإصابة أكثر من 11 ألفا آخرين، فضلا عن تدمير آلاف الوحدات والمباني السكنية، وفقا لبيانات رسمية فلسطينية. فيما أفادت بيانات رسمية إسرائيلية بمقتل 72 عسكريا، و4 مدنيين إسرائيليين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، وإصابة 2522 إسرائيلياً، بينهم 740 عسكريا. وأعلنت الخارجية في بيان مساء اليوم، عن استقبال القاهرة، يوم غدٍ الثلاثاء ، جولة استكشافية جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل التوصل إلى "تفاهمات واتفاقيات دائمة حول القضايا والموضوعات المطروحة من الجانبين". وأضافت أن "هذه الجولة تمثل حلقة جديدة ضمن الجهود والمشاورات المستمرة لتثبيت وقف إطلاق النار، ولضمان عدم تجدد المواجهات، وللحيلولة دون سقوط الضحايا الأبرياء وتدمير المرافق والمنشآت الحيوية". وتابعت الخارجية أن هذه الجولة سيسبقها استضافة القاهرة اليوم الاثنين اجتماعاً فلسطينياً برعاية مصرية، ضمن عملية المصالحة ومعالجة الموضوعات التي تحول دون تنسيق المواقف استعداداً لجولة المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل. ومنذ انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة تسود حالة من التوتر في العلاقات بين حركتي "حماس" و"فتح" (التحرير الوطني الفلسطيني بقيادة الرئيس محمود عباس)، حيث تتبادل الحركتان الاتهامات حول جملة من القضايا.
ومن أبرز قضايا الخلاف بين الحركتين، اللتين تعتبران أكبر فصيلين في الساحة الفلسطينية، عدم دفع رواتب موظفي حكومة "حماس" السابقة في غزة، وهو ما تبرره حكومة التوافق بـ"تحذيرات" تلقتها من كل دول العالم بعدم دفع أية أموال لهؤلاء الموظفين، إلى جانب فرض إقامات جبرية على كوادر حركة "فتح" في غزة، وهو ما تنفيه "حماس". وعقب قرابة 7 سنوات من الانقسام، وقعت حركتا "فتح" و"حماس" في 23 أبريل 2014، على اتفاق للمصالحة، يقضي بإنهاء الانقسام الفلسطيني وتشكيل حكومة توافق لمدة 6 شهور، ومن ثم إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني بشكل متزامن. وأعلن في الثاني من يونيو عن تشكيل حكومة التوافق الوطني الفلسطينية، حيث أدى الوزراء اليمين الدستورية أمام عباس في مقر الرئاسة بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية.