ونوهت "الإيكونوميست" في هذا الصدد عن نضال "مشعل" على مدار سنوات ضد منافسيه الحمساويين في غزة ممن يفضلون الحكم المطلق في القطاع على المصالحة مع قادة الضفة. ورأت المجلة البريطانية أن الذين يريدون من الأحزاب الفلسطينية المتنافسة أن تطوي صفحة الماضي وتفتح صفحة جديدة لابد أن يكونوا فرحين بإعادة انتخاب مشعل، مشيرة إلى إدارة مشعل على مدار سنوات للصفقات بين "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة والحرس القديم في حركة "فتح" التي تسيطر على الضفة الغربية.
ورجحت أن يكون ما يأمل فيه مؤيدو حماس من الخارج هو عودة مشعل مكللا بالنصر إلى قطاع غزة وإخضاع خصومه ممن يخالفونه الرأي، والذين اضطر مشعل إرضاء لهم -رغم مواقفه البراجماتية العتيدة- أن يستخدم لغة أخرى أكثر حدة إبان زيارته الأولى بعد انقطاع دام عدة سنوات للقطاع في ديسمبر الماضي حينما أعلن أن الفلسطينيين يجب أن يستعيدوا كافة أراضيهم، بما فيها الأراضي التي أقام عليها الإسرائيليون دولتهم.
وعلى الجانب الآخر بالضفة، رصدت "الإيكونوميست" ذهاب رئيس حكومة التكنوقراط الفلسطينية سلام فياض إلى إحدى المستشفيات إثر شكواه من مغص معوي بينما كانت عملية التصويت تجري، مشيرة إلى معارضة فياض لوجود حكومة وحدة تضم حركة حماس.ونوهت المجلة البريطانية عن إصرار "حماس" على ضرورة إقصاء فياض من منصبه عند الحديث عن مصالحة بين الحركتين المتشاقتين، مشيرة إلى تهديد مؤيدي فياض في الغرب بإلغاء المعونة التي تمسك السلطة الفلسطينية عن الغرق حال الإقدام على إقصاء فياض تمهيدا لحكومة وحدة.
ورأت المجلة أن المصالحة الفلسطينية سوف تتطلب أكثر من إقصاء فياض بالضفة الغربية، مشيرة إلى تخوف الرئيس الفلسطيني محمود عباس -الذي يرأس حركة "فتح"- من أن تكون أية هدنة مع "حماس" بمثابة الخطوة الأولى على طريق رحيله.
ولفتت "الإيكونوميست" إلى تشكك عباس في رغبة قطر -التي تكتنف علاقته بها الكثير من المشاكل في الوقت الراهن- في منح مقعده بالجامعة العربية لحماس، على غرار ما فعلت مع المعارضة السورية مؤخرا. ونوهت عن تخوف عباس من أن يكلفه التودد إلى حماس خسارة دعم الولايات المتحدة الأمريكية لاسيما مع عودة وزير الخارجية الأمريكية جون كيري إلى المنطقة لبحث سبل إحياء الخطط الرامية إلى قيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل.